.
ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺭﺟﻞ ﻛﻔﻴﻒ ﺟﻤﻊ مبلغ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺟﻨﻴﻪ.. ﻭﺷﻴﺪ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﺼﻮﻝ

ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍن ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻨﺴﻴﺔ، ﺃﻭ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻨﺴﻴﺔ، ﺣﻠﺔ (ﺣﻤﺪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ) ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﻴﻦ.. ﺟﺮﺕ ﻓﺼﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻬﻤﺔ، ﺍﻟﻌﻢ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺘﻮﻡ ﻋﺘﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻓﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻤﻊ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻔﻴﻒ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﺧﻄﺎﻩ ﺑﻤﺸﻘﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﻓﺠﺄﺓ ﺻﺤﺎ - ﻋﻢ ﻋﻠﻲ- ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺣﻠﻢ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ (ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ) ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻃﻼﻝ.. ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ ﺁﻣﺎﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻭﺷﻌﻮﺭ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻟﺪﻋﻮﺍﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﺘﻔﺮﺝ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ.. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻼ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ، ﺑﺪﺃ ﻋﻢ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﺎﺑﺎً ﻟﻢ ﻳﻄﺮﻗﻪ.. ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﻨﺘﺼﺒﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﺼﻮﻝ، ﻭﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻣﻀﻰ.. ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺘﻪ: (ﻫﺴﻪ ﻓﻲ ﺯﻭﻝ ﺑﺼﺪﻕ ﺇﻧﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻋﻤﻰ ﻭﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ﻣﻜﺴﺮ ﺑﻴﺠﻤﻌﻮﺍ ﻟﻴﻬﻢ ﻣﺒﻠﻎ ﻗﺪﺭ ﺩﻩ) ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻔﺨﺮ.. ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻌﻪ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭ ﺟﻨﻴﻪ، ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺒﻨﻚ ﺃﻭ ﺣﻜﻮﻣﺔ.. ﻳﻤﻀﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﻔﻲ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﺤﺖ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺮﺩﺩ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻨﺨﻔﺾ: (ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺩﺍ ﻋﺸﺎﻥ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ) ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻠﻬﺞ: (ﻋﺸﺎﻥ ﻋﻴﻮﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﻀﻮﻕ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ) .. ﻫﻤﺎ ﺍﻵﻥ ﻳﺸﻌﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻳﺸﻬﺮﺍﻥ ﺩﻋﻮﺍﺗﻬﻤﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﻄﻮﺑﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ.
المصدر/ صحيفة اليوم التالي